كلمة “كوتش” في الأصل اسم لمدينة في المجر تسمى “Kocs” تنطق “كوتش”. وكان سكان هذه المدينة يصنعون عربات تجرها الخيول وسميت بنفس اسم المدينة “كوتش”. بعض النساء لديهم حقائب يدوية تسمى “Coach”. دقق قليلاً في شعار هذه الحقائب وستجده عبارة عن عربة يجرها حصان. حيث أن هذه العربة كانت تنقل رجال النخبة من نقطة (أ) الى نقطة (ب) وكذلك الكوتش ينقل الشخص من مكان إلى مكان أفضل من المكان اللي هو فيه.
الكوتش هو الشخص اللي يساعدك على تخيل حياة ومستقبل أفضل ومن ثم يدعمك في تحقيق ذلك. مهمة الكوتش هي مساعدة عملائه على أن يحلموا بحياة أفضل لأنفسهم ومن ثم يساعدهم بأي طريقة ممكنة لتحقيق ذلك.
أما تعريف الكوتشينج فقد حير الكثير من المهتمين به. لا يوجد تعريف محدد للكوتشينج لكن هناك العديد من التعريفات وكلها تتمحور حول هذه النقاط:
- جعل المستفيد منفتحاً أي يخرج ما بداخله.
- زيادة الوعي لدى المستفيد.
- مساعدة المستفيد على التعلم بدلاً من تعليمه وتلقينه.
- توضيح أهداف المستفيد.
- توسيع وزيادة الوعي حول هذه الأهداف.
- التركيز والاستجابة وتحقيق النتيجة المرجوة.
- تحسين الأداء.
عرف الكاتب تيموثي غالوي الكوتشينج على أنه “إطلاق العنان لإمكانات الشخص لتحقيق أقصى قدر من الأداء ومساعدته على التعلم بدلاً من تعليمه.” في اعتقادي أن تعريف جالوي يفتقد إلى مبدأين اساسين وهما “الوعي والمسؤولية” فلو دمجنا هذين المبدأين مع تعريف جالوي سنخرج بتعريف للكوتشينج غني وشامل.
الكوتشينج “هي زيادة الوعي والمسؤولية وإطلاق العنان لإمكانات الشخص لتحقيق أقصى قدر من الأداء ومساعدته على التعلم بدلاً من تعليمه”، فبدون وعيك لما تفعل وتحمل مسؤوليته، فلا فائدة من إطلاق العنان والعمل.
اما الاتحاد الدولي للكوتشينج، وهو أكبر هيئة في الكوتشينج في العالم، عرف الكوتشينج على أنه “علاقة شراكة مع المستفيد في عملية تحفز التفكير والإبداع لديه، وتلهمه ليضاعف قدراته وإمكانياته الشخصية والمهنية“
تفصيل التعريف
“علاقة شراكة مع المستفيد” يعني شراكة نظير لنظير أي ند لند، بمعنى أن الكوتش والمستفيد في نفس المستوى على عكس الممارسات الأخرى مثل الاستشارات والتدريب التي هي علاقة معلم وطالب، رئيس ومرؤوس. وهنا يكون لدى المعلم، أكان مستشاراً او مدرباً، خبرة يمررها للمستفيد. في علاقة الكوتشينج، الكوتش ليس لديه أي فكرة عن الإجابة الصحيحة لمشاكل المستفيد. فالمستفيد هو أفضل مستشار لنفسه لكنه ربما لم يسمع لحديث نفسه بطريقة جيدة. ولم يأخذ وقت كافي للاسترخاء والسماح للإبداع الذي بداخله أن يخرج.
أما الجزء الثاني من التعريف يدور حول كون جلسة الكوتشينج “عملية إبداعية ومحفزة للتفكير” يعني أشبه بعملية سحب القشر الخارجية لبصلة قشرة فقشرة الى أن تصل الى المركز أو بما يسمى بالمنطقة الحلوة او “Sweet Spot”
وأخيراً “ليضاعف قدراته وإمكانياته الشخصية والمهنية ” الكوتش أيضاً يساعد المستفيد على إدراك أن لديه إمكانات غير مستغلة. فهو أي المستفيد إما انه نسي أو اختار لسبب ما الابتعاد عن حياته وعدم التركيز فيها. لكنه وصل إلى لحظة يريد المزيد في حياته أو يريد أن يطورها.وهنا المستفيد لديه حدس أن الابداع والمزيد يعيشوا بداخله ولكنه ليس لديه أية فكرة كيف يصل لذلك.
الكوتشينج يساعد المستفيد على إدراك أن لدية إمكانيات غير مستغلة ومن ثم اتخاذ القرارات للاستفادة من هذه الإمكانيات الشخصية والمهنية في حياته. لاحظ أن التعريف ينوه على الحياة الشخصية والمهنية. فالكوتشينج ينفع مع حياة الإنسان بأكملها سواء كان المستفيد مدير تنفيذي أو شخص عادي أو طالب الى أخره.